روايه رائعه كامله الفصول بقلم لميس عبد الوهاب

موقع أيام نيوز

...دا أنا واقف في وسطكوا
يوسف متنحنحا بحرج 
_عندك حق ...انا اسف ...عموما انا اتأخرت ولازم أمشي الصبح باذن الله هسافر وكلها يومين وارجع مع والدي واختي
أدهم بابتسامة 
_تروح وترجع بالسلامة يا يوسف
ياسمين بخجل من أثار كلمات أدهم 
_مع السلامة يايوسف ...متتأخرش عليا ...وابقى كلمني طمني عليك
يوسف وهو يصافحهما 
_ان شاء الله ...لا اله الا الله
ياسمين وادهم 
_محمد رسول الله
وانطلق يوسف في طريقه بينما عاد أدهم مع ياسمين للفيلا وهما يتمازحان بعد ان عاد قلب ياسمين لمكانه في السيطرة على حياتها واذابة طبقة الجليد التي كانت تتعامل بها وهذا ما طمأن أدهم على ياسمين وجعله يركز بالغ عقله الان على مها ومصيرها فهي بالتأكيد اخته الأخرى التي أقسم وعد مع نفسه الا يتركها لهوى أمه
دخل الاثنان الي المنزل ليجدا إبراهيم الغارق في أفكاره هو الاخر فلم ينتبه لهما الا بعد فترة وياسمين تحتضنه بقوة فضمھا لصدره وهو يسالها عن صحتها فأجابت 
_الحمد لله يا بابا متقلقش انا كويسة
إبراهيم بتوجس 
_امال فين يوسف 
ياسمين 
_روح يرتاح قبل سفره بكره عشان يجيب والده واخته من أمريكا ويستقر هنا
فنظر إبراهيم لأدهم نظرة متسائلة في غفلة من ياسمين فغمز له ادهم مع تحريك رأسه بإماءة خفيفة فهم منها إبراهيم ان ياسمين فهمت كل شيء وسامحت يوسف فا اطمأن قلبه
إبراهيم بهدوء 
_طيب روحوا ارتاحوا يا ولاد تصبحوا على خير
فرد كلاهما التحية وانطلقا كل الى غرفته ياسمين متقوقعة داخل أحلامها الوردية التي عادت لتنعش قلبها وحياتها من جديد أما أدهم فعاد بذاكرته لأسود يوم بحياته وانقلبت غرفته لمسرح الچريمة تعاد وتكرر مرارا أمام عينيهقلب
الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب حتى كاد ينهار وهو يدفن رأسه بين أصابعه يضغطها بشدة لعل الألم يهدأ ولكن ان هدأ ألم رأسه متى يتجاوز الحاډث ويهدأ ألم قلبه ولم تمر سوى لحظات حتى هبت العاصفة المدمرة التي ستأخذ في طريقها الأخضر واليابس في حياتهم جميعا .......
كان يجلس شاردا في أحوال بنته التي ما عادت تعجبه أو يرضى عنها كان في بادئ الأمر يساندها حتى تهدأوتخرج ألم محنتها في مساعدة المحتاجين ولكن الأمر تعدى المساعدة بل صار لها كما الهوس والوسواس ....
صارت ټدفن حياتها وحياة ابنتها في مشاكل وقضايا الجميع دون الالتفات لحياتها ولا عمرها الذي يتسرب من بين يديها دون ان تنتبه ...
ضړب على الارض بعصاه العاجية وهو يحدث نفسه 
_سكت كتير ياسلمى عشان ترجعي لحياتك وعقلك من نفسك مبترجعيش لكن خلاص كفاية قوي كدة وزي ما كنت سندك ومساعدك في كل حاجة انا اللي هقف في وشك واما اشوف انا ولا انت يا بنت عبد العزيز
أخرجه من شروده هتاف كاد يقتلع قلبه من مكانه وهو ينتفض واقفا متلقفا الحبيبة التي اندفعت لحضنه ...قطعة قلبه وروحه هدى
هدى 
_جدوووووو....انا جيت
عبد العزيز وهو يكاد يعتصرها بين يديه 
_يا روح جدو ...وحشتيني يا هدي ...وحشتيني قوي
سلمى بنبرة مفعمة بالاشتياق 
_وانا يا بابا موحشتكش
الټفت عبد العزيز لها ليضمها هي الاخرى في صدره مع هدي وكأن الاثنتين كنزه الغالي الذي لا يرغب في ابتعاد أحدهما عن مكانهما في قلبه 
_وحشتيني يا بنتي ...كدة بردو يا سلمى كل ده غياب وسيباني لوحدي كدة
سلمى 
_خلاص يا بابا اديني جيت اهو انا وهدي وهنقعد معاك كام يوم قبل رحلتنا الجديدة
عبد العزيز وهويضع هدى في الارض ببطء متجهم الوجه 
_نعم !!! كام يوم يعني ايه انت هتسافري تاني 
سلمى بتوتر فهي تعرف جيدا رفض والدها لمشروعها والحاحه الذي بدأيظهر جديد ويزيد تدريجيا في العودة لحياتها الطبيعية من جديد ولكنه لايعلم ان شغلها أصبح كل حياتها والبديل يعني المۏت لها فوجهت كلامها لهدى 
_هدهد يالا روحي حبيبتي على اوضتك غيري هدومك على ما اجهزلك العشا
هدى بطاعة 
_حاضر عن اذنك يا جدو
وانطلقت لتنفذ ما أمرتها به والدتها في حين التفتت سلمى لذلك الغاضب منها ومن تصرفاتها التي ماعادت تعجبه تحاول قدر استطاعتها احتواء غضبه الذي ان خرج من عقاله لن تنجى لا هي ولا فريقها ولا مشروعها بأكمله فتحدثت بهدوء ينافي طبيعتها الشرسة 
_بابا حضرتك عارف طبيعة شغلي ودي مش أول مرة أسافر
عبد العزيز بضيق بالغ 
_وبعدين يا سلمى وأخرة كدة ايه هتعيشي حياتك كدة على طول من غير استقرار
سلمى بهدوء وتعب 
_بابا انا كدة مرتاحة جدا وحياتي مستقرة والحمد لله ..من فضلك بلاش تفتح الموضوع اياه لاني مش قادرة للنقاش والمناهدة دلوقتي
عبد العزيز بهدوء غريب عليه 
_ماشي ياسلمى ...روحي ارتاحي وبعدين نتكلم
فأومأت برأسها وانطلقت لغرفتها وهي تعلم في قرارة نفسها أن طبيعة والدها التي لا تمت للهدوء بصلة وتتنافي مع هدوءه معها الان لا يعني الا أمر واحد فقط وهي أبدا لن تطيعه ولن تستحق لقب لبؤة المحاماة في محافظتها ان سمحت له بتنفيذه ....
في حين ردد عبد العزيز لنفسه 
_خلي
بالك اجازتك المرة
تم نسخ الرابط