روايه رائعه كامله الفصول بقلم لميس عبد الوهاب

موقع أيام نيوز

كلامك
ولكنه عاد من شروده على ركوب والده بجانبه وانطلقا الاثنان الى محافظة المنصورة 
جالس على احد المقاعد امام غرفة العناية المركزة ولكن نظره وعقله لم يكن بمن يرقد خلف باب تلك الغرفة وانما بمن تجلس بجواره وهي تبكي بحرقه وقد تحولت ملامحها للذبول والشحوب الشديد فانخلع قلبه عليها فليست تلك هي مها تلك الشقية التي كانت تفقده عقله بضحكاتها الرنانة ولا مزاحها اللطيف معه 
مايراها امامه الان مجرد صورة باهتة لفاتنة قلبه اخفض بصره عنها يتلاعب باصابعه وهو يتذكر لحظة وصولهم اليها واندفاعها لتلقي بنفسها بين يدي والده وهو يضمها بحنو مربتا على ظهرها ليبث بها الامان وهي تحكي عن حالة والدها الحرجة واحتياجه الشديد لجراحة عاجلة في القلب ولكنه يرفض اجرائها الا بعد التحدث الى اخيه الكبير ابراهيم لذلك سارعت بالاتصال بعمها عله يستطيع اقناعه
زفر احمد بضيق وهو يتذكر لحظة رؤيتها وكيف هوى قلبه اليها ولكن سرعان ما تبدلت مشاعره للڠضب الاسود ووالده يحتضنها فكاد يفقد عقله وينتزعها من بين يدي والده ليسجنها بين ضلوعه فهذا مكانها الوحيد وليس لها مكان غيره ولكنه لملم شتات نفسه وحاول اغماض عينيه ثواني قليلة مع العد لعشرة في عقله ليستعيد هدوءه ولا مبالاته المعروف بها 
وها هو يقبع بجانبها لاكثر من نصف ساعة ولم تنبس بحرف وهو ايضا يبدو كمن فقد النطق كلما حاول اخراج أي حرف خالفته الحروف ليتلعثم فيسارع بغلق شفتيه مجبرا وزافرا بضيق
اما ابراهيم فقد اسرع لغرفة اخيه مندفعا اليه ضاما له بين يديه برغم الاجهزة الموصلة بجسده والتي تصدر صوتا مزعجا رتيبا قبض قلبه
ابراهيم بشوق 
_شريف ...شريف مالك يا اخويا طمني عليك ..
فتح شريف عينيه بضعف ليجد نفسه بين يدي أخيه فرفع يديه ببطء ليربت على ظهر أخيه محاولا طمأنته وضمھ بضعف 
شريف بابتسامة متعبة وصوت هامس
_إبراهيم......سامحني يا إبراهيم سامحني يا اخويا
إبراهيم بلهفة 
_متتعبش نفسك في الكلام يا شريف وانسى كل حاجة .....المهم صحتك وبس
شريف بضعف 
_سامحتني يا إبراهيم
إبراهيم بحب وشوق 
_مسامحك من زمان ....ياعبيط دا انت ابني يا شريف مش اخويا انا اللي مربيك على ايدي
شريف باكيا 
_ مها أمانة في رقبتك.... جوزها احمد يا إبراهيم هما بيحبوا بعض من زمان وأنا اللي وقفت في طريقهم بغبائي
إبراهيم دامع العينين 
_قوم يا شريف بالسلامة واعمل العملية وان شاء الله هنجوزهم احنا الاتنين مع بعض
شريف بأمل 
_يعني انت موافق 
إبراهيم بابتسامة باهتة 
_طبعا ...مها بنتي قبل ما تكون بنتك
شريف بلهفة مجهدة 
_هات المأذون يا إبراهيم عاوز أتوكل لمها قبل ما امو.....
إبراهيم مقاطعا 
_بعد الشړ عليك متقولش كدة ...حاضر ساعة زمن ويكون كل شيء جاهز...بس اوعدني انك تعمل العملية
فأومأ شريف برأسه فقد أجهده الكلام كثيرا فخرج إبراهيم من الغرفة لتندفع إليه مها بلهفة 
_أقنعته يا عمي انه يعمل العملية
إبراهيم بهدوء 
_اسمعي يا بنتي ..انت عارفة ابوكي عندي وراسه ناشفة ازاي ..هو وافق بس بشرط
مها بأمل 
_أي حاجة هو عاوزها
نعملها المهم انه يقوم بالسلامة
إبراهيم بقلق 
_هو بيقول عاوز يبقى وكيلك قبل ما يعمل العملية
مها بعدم فهم وهو تمسح دموعها 
_مش فاهمة يا عمي ..يعني ايه 
إبراهيم بتوتر خوفا من رفضها 
_بصراحة يا بنتي هو عاوز يكتب كتابك دلوقتي على احمد ابني
وهنا نظرت له مها بذهول وتلعثمت في الكلام فلم تستطيع أن تنطق بحرف من المفاجأة محدثة نفسها معقول ...حلم عمري المستحيل يتحقق بالبساطة دي .....طب أنا المفروض افرح وأوافق وبابا تعبان كدة ...ولا ارفض ...ولو رفضت بابا هيوافق على رفضي ...واحمد ....وعند ذكره التفتت اليه لتجده يتلعثم في الكلام هو الآخر مع والده
احمد بتوتر 
_بابا ..انت بتقول ايه ازاي نكتب كتابنا في الظروف دي 
إبراهيم بتعب 
_علشان خاطري يا احمد وافق ده طلب عمك ...حقق له رغبته ...أنا عارف انك بتحب مها من زمان وبتتمنى ترتبط بيها ...كل أمنيتي انك توافق عمك على طلبه وتنزل تشوف مأذون حالا
نظر اليه احمد بتعجب أكان والده يعلم بحبه !!!ولكن مهلا أيترجاه أما يعلم انه يكاد يفقد عقله من شدة فرحته التي يحاول السيطرة عليها بكل قوة
احمد بلهفة 
_حالا يا بابا هيكون كل شيء جاهز
وانطلق احمد ينفذ رغبة عمه ووالده وحلم عمره الذي كان يظنه مستحيل ولكن قدرة الله فوق كل البشر فكان يلهث بالحمد والثناء لله لتحقيق أمنيته الوحيدة ...في الوقت الذي كانت فيه مها مشتتة أمعقول انه مازال يحبها لقد ظنت انه نسيها وتابع حياته فحمدت الله في سرها على عطائه ونعمه ولهثت هي الأخرى بالدعاء أن يكمل الله نعمه عليها بشفاء والدها
داخل الغرفة كانت مها تجلس بجانب أبيها مقبلة يديه فا ابتسم لها هامسا 
_خلاص يا مها ....هتجوزي وتروحي لعريسك وتسبيني
مها بدموع 
_عمري يا بابا ما هسيبك ...انا واحمد هنعيش معاك زي ما
انت عاوز ...مش هسيبك ابدا
شريف بشبه ابتسامة 
_ماشي يا لمضة
تم نسخ الرابط