روايه رائعه كامله الفصول بقلم لميس عبد الوهاب

موقع أيام نيوز

وحده متشكر يا حاج
عبد العزيز 
_مش محتاج حاجة يا بني ..أنا زي والدك
أدهم بامتنان 
_ربنا يخليك يا حاج متشكر جدا بس ...هي ماما فاطمة أخبارها إيه 
عبد العزيز 
_بخير يا بني مبطلتش سؤال عنك .بس أنا مرضتش أقولها عشان متصممش تسافر لك ما انت عارف
ادهم 
_أحسن بردو هي صحتها تعبانة ومكنتش هتستحمل السفر
عبد العزيز 
_مالك يابني انت تعبان ولا حاجة 
ادهم بإرهاق 
_مفيش يا حاج كتر خيرك أنا كويس الحمد لله
عبد العزيز 
_طب هترجع شغلك إمتى 
ادهم 
_لا مش هينفع أنزل دلوقتي ..بابا تعبان شوية وهيجي يقعد معايا فا مش هينفع أسيبه يعني
عبد العزيز بلهفة 
_والدك جاي !!جاي امتى
أدهم 
_هو على وصول إن شاء الله هو واخويا ومراته بنت عمي الله يرحمه
عبد العزيز 
_الله يرحمه يابني ..يجوا بالسلامة ان شاء الله ...طب
هسيبك تظبط أمورك بس أمانة عليك لو احتجت لشيء تكلمني ..انت زي ابني يا أدهم
أدهم وقد شعر بمشاعر غريبة في صوته 
_متشكر يا حاج عبد العزيز ربنا يخليك
وبعد عدة ساعات وصلوا إلى محافظة المنيا ليحاول أدهم بمساعدة احمد بالتخفيف عن الاثنين والذي استطاع عبد العزيز هو الأخر التقرب من إبراهيم وإخراجه من حالته وربط أواصر الصداقة بينها
صحيح أن الأخ لا يعوض بكنوز الدنيا ولكن شعر إبراهيم أن الله كان رحيم بحاله فأرسل إليه عبد العزيز ليأخذ بيده ويحاول يبدد حزنه فوجد عنده الصديق الحق والأخ وهذا ما ساعد إبراهيم كثيرا على تمالك نفسه كما انه فكر بحال مها والتي أصبحت لا تملك غيره بديل لوالدها ويجب أن يقوى ليستطيع مساندتها والوقوف بظهرها ليكون على قدر الأمانة التي صارت بعنقه وهو أبدا لن يفرط بالأمانة
أما مها فكانت تتحرك معهم بآلية كما الآلات لا تشعر لا تنتبه لهم غارقة هي في عالمها الخاص بل نستطيع القول أن عقلها الباطن فرض عليها غيبوبة ذهنية أطاحت بإدراكها لما يحدث حولها وقد حاول معها أحمد كثيرا ليخرجها من حالتها تلك وبرغم انه طبيب نفسي بارع إلا انه فشل معها فكانت لا تأكل واضطر لتركيب عدد من المحاليل المغذية لها فقط لتظل على قيد الحياة فذبلت أكثر وټحطم قلبه عليها وهو يراها أمام عينيه تذبل وتوشك على النهاية وعند هذا الخاطر جن جنونه وصړخ بها هادرا 
أحمد منفعلا 
_يا مها حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده انا تعبت
اندفع أدهم للغرفة محاولا تهدئة أخيه 
_احمد أهدى مش كده
أحمد زافرا بضيق وڠضب 
_أهدى إيه يا أدهم بقالنا على الحالة دي 10 أيام ومفيش جديد لا بتاكل ولا بتشرب أيديها ورمت من المحاليل ..خلاص أنا عاوز افهم هي عاوزة إيه بالظبط 
وأكمل موجها إليها الكلام 
_عاوزة إيه يا مها قولي عاوزة إيه بالظبط ...عاوزة ټموتي وتسبيني بعد ما قلت خلاص ربنا استجاب لدعواتي انك تكوني ليا ....إيه يا مها عمي الله يرحمه لو كان عايش دلوقتي كان هيعجبه اللي بتعمليه ده ....ردي عليا 
انفعال أحمد كان يمر أمام مها كالطيف لم تستطع أن تحدد معنى أكثر كلماته لذلك كانت تنظر له نظرة خاوية فارغة لا تعي أي شيء حتى أتى على ذكر والدها توافدت على عقلها الكثير من الصور أحدها من طفولتها وهي تركض خلف والدها في الأراضي الخضراء الواسعة التي يمتلكها وأخرى
وهي تبكي على صدره معترفة له بحبها لابن عمها ومحاولته تهدئتها وإقناعها أن ما فعله كان الصواب ولصالحها فهي أبدا لن ترتاح مع زوجة أخيه رقية التي تكرهها بشدة وصورة أخرى وهو يقع مغشيا عليه وأخرى للطبيب يبلغهم بۏفاته
انطلقت الصور كإعصار مدمر أزاح بقوة الغيبوبة التي فرضها عقلها فراحت تصرخ بقوة وهستيريا منادية على والدها وقامت من سريرها راكضة أبعدت المحاليل من يدها پعنف وراحت تركض تبغي الخروج من الغرفة لتذهب لوالدها فاندفع أدهم ليسد بجسده عليها الطريق في حين الټفت إليها احمد والتحدث إليها ولكنها لم تكن تسمع ظلت تصرخ وتنادي على والدها وهي ټضرب صدر أحمد بقوة رافضة الخضوع أو الاستسلام
فأشار أحمد لأخيه الذي فهم إشارته واندفع خارج الغرفة في حين توقف أحمد عن الكلام لكنه كان ينظر لعينيها علها تسترشد طريقها بعينيه ولم تمر سوى دقيقة كان أدهم قد عاد وبيده محقن ممتلئ بمادة مهدئة ووصلت نظرة أحمد لبغيتها تلاقت عيونهما معا فتاهت مها في بنيتيه شعرت أنها تحلق بعالم أخر ولم يمر سوى ثواني حتى جذب أدهم بحرص يدها وساعده على ذلك تكبيل أحمد لحركتها حتى لا ټؤذي نفسها وبمجرد سريان الدواء بعروقها حتى غابت مها عن الوعي  
في ذلك الوقت تحديدا كان إبراهيم في زيارته اليومية للحاج عبد العزيز بناء على دعوة الأخير اليومية له لتوطيد
تم نسخ الرابط