روايه للكاتبه روز امين
المحتويات
عصمت على التمدد فوق الأريكة ببهو المنزل ليسألها علام بنبرة حنون
حاسة نفسك أحسن
لتجيبه بهدوء
الحمدلله يا بابا أحسن شوية
نطقت عصمت وهى تتحسس ذراعها بحنان
معلش يا حبيبتي إتحملي هي الشهور الاولى في الحمل بتبقى سخيفة بس إن شاءالله يعدوا على خير وبعدها هتبقي كويسة
ردت بابتسامة هادئة على والدة زوجها التي تغمرها بحنانها ورقي تعاملها
هبطت فريال وزوجها من فوق الدرج لينضموا إلي العائلة وما أن جلسا وكادت إيثار أن تعتدل من تمددها و أن تنزل ساقيها إلى الأرض ولج فؤاد ليستشيط ڠضبا وغيرة عندما رأى زوجته ممددة فوق الأريكة وزوج شقيقته يقابلها الجلوس هرول عليها لينطق بملامح متجهمة وهو يقف أمامها يحميها بجسده
السلام عليكم
يلا علشان نطلع جناحنا
ازدردت لعابها حين رأت تجهم ملامحه الغاضبة لتهز رأسها بإيجاب سريع وتهب واقفة بمساعدته لينطق علام موجها حديثه لنجله
هتطلعوا ليه من الوقت يا فؤاد إقعد معانا لحد ما نتعشى وبعدين إبقى إطلعوا براحتكم
نطق وهو يحثها على التحرك بجانبه بحدة شعرت بها
تبادل الجميع النظرات مستغربين حدته لينطلقا نحو الدرج وهو يصيح بصوته الغاضب
عزة
هرولت من المطبخ لتجيبه باحترام
أؤمر يا باشا
أجابها وهو يصعد بخطوات واسعة غير عابئا بتعب تلك التي يجذبها خلفه دون مراعاة لإعيائها
إبقى طلعي لنا العشا فوق وهاتي معاك يوسف وإعملي حسابه
أكيد فيه حاجة ضايقته برة
أومأ لها ليقف قائلا باعتذار
أنا خارج أشم شوية هوا برة في الجنينة
أسرع للخارج لتنطق فريال وهي تلحق بزوجها
أنا كمان هروح اتمشى مع ماجد
إبنك بيغير على مراته من جوز أخته
معقولة!نطقتها بذهول لتتابع نافية وهي تهز رأسها
بس فؤاد أعقل من كده يا علام
نطق مفسرا بنبرة ظهر بها الحزن
ومن إمتى العقل والغيرة بيجتمعوا في جملة واحدة يا عصمت
ليتابع بدهاء
أنا ليا مدة ملاحظ تصرفات فؤاد الجديدة عليه مع ماجد مؤخرا بيتعمد ما يقعدش هو ومراته في تجمع فيه جوز أخته ومكانه على السفرة اللي غيره علشان يكون في صف واحد مع ماجد
طب والعمل يا علام هنعمل إيه
رفع كتفيه باستسلام
تحركت بجواره وما أن ولجا لجناحيهما حتى أغلق الباب ليستدير لها صائحا بحدة
المنظر اللي شوفته من شوية ده ميتكررش تاني وإلا قسما بالله هحبسك هنا في الجناح وتحت ده مش هتلمحيه بعنيك تاني
ليتابع بعينين تطلق شزرا
فاهمة ولا لا!
انتفض جسدها لتنطق بصوت خاڤت
بدفاع عن حالها
ده لسه نازل من فوق وأنا كنت لسه هعدل نفسي
إحتدمت ملامحه وامتلئت بالڠضب ليهدر بصوت أرعبها
مش عاوز أسمع زفت مبررات هي كلمة واحدة اللي مسموح لك تنطقيها وهي حاضر
إغرورقت عينيها بالدموع لتخرج صوتها مټألما بنبرة عاتبة
إنت بتكلمني كده ليه يا فؤاد! أنا معملتش حاجة تستاهل غضبك ده كله
الڠضب يملؤ عينيه ويحتل جميع جسده لدرجة أنه لا ي بالنقاش حاليا ليهتف بقوة وإهانة دون الإنتباه لتعبها
فعلا معملتيش!
ليصيح بعينين تطلق سهاما ڼارية
إسميه إيه ده يا مدام!
برغم حالة الإعياء المسيطرة عليها إلا أنها لم تتحمل إهانته لتهتف بقوة وعينين حادتين رافضة إتهامه
خلي بالك من كلامك يا فؤاد انا كنت قاعدة مع بابا وماما لوحدنا ولما ماما شافتني تعبانة أصرت عليا أنام على الكنبة جنبهم و ما توصل بثواني نزلت فريال وجوزها
صړخ پجنون الغيرة على من ملكت لب عقله وتملكت من الكيان
وليه ما طلعتيش في جناحك بمجرد ما شوفتيه نازل من على السلم!
ملحقتشصړخت بها لتتابع بنبرة مټألمة من شكه بها
أنا مجرد ما حسيت بيه قدامي كان قعد وعلى ما حاولت أقوم كنت إنت دخلت
صاح بانفعال شديد جعل من أوردت ه تنفر وتنتفض بقوة
قولت لك مش عاوز مبررات وقسما بالله يا إيثار المنظر ده ما يتكرر تاني لتشوفي وش لفؤاد علام يصدمك
تطلعت عليه تتعمق بعينيه بنظرات عاتبة أن تهرول صوب الباب ليجذبها من يدها أن تلف مقبض الباب لفتحه ليحثها على الإستدارة له وهو يسألها بنظرات حادة كالصقر
على فين يا مدام!
نفضت يده بعزم لتنطق بحدة
هروح أبات في أوضة يوسف
اتسعت عينيه ليهتف هادرا بحدة وجنون
خلي ليلتك تعدي على خير ومتخلنيش أطلع جناني عليك
ليسترسل بقوة
وإياك بعد كده تتحركي من الجناح ده مش كل ما نتخانق تجري تستخبي لي في أوضة يوسف
لم تستطع التماسك أكثر من هذا فنزلت دموعها لېصرخ موبخا
عيطي ولا حتى إتفلقي
شهقت بقوة ليهرب من أمامها متجها إلى الشرفة لترتمي هي فوق تبكي پقهر وألم رفع يده وجذب شعر رأسه للخلف بقوة كادت أن تعه من جذوره تطلع من حوله ليغمض عينيه في محاولة منه لتهدأت حاله وإخماد حريقه المشتعل
بالأسفل بحديقة القصر لتسأله زوجته بهدوء
مالك يا ماجد
نطق بنبرة حادة وملامح وجه متجهمة
مفيش
نطقت باستياء
ده على أساس إن أنا معرفكش
أخذ نفسا مطولا من سيجارته لينفث دخانها سريعا في الهواء الطلق أن يهتف بنبرة ظهر عليها الڠضب
طالما عارفاني يبقى أكيد عارفة إيه اللي ضايقني
تقصد فؤاد!قالتها بترقب ليهتف بحدة
طب ما أنت واخدة بالك أهو
وضعت كفها على ظهره تتحسسه بحنان لتنطق مبررة تصرف شقيقها
فؤاد عمره ما كان بيتصرف كده أكيد فيه حاجة زعلته في الخروجة
لتسأله بترقب شديد
وبعدين إنت ليه أخدت الموضوع بشكل شخصي
أجابها بما بدأ يستشعره مؤخرا من تصرفات فؤاد المستجدة
علشان أخوك ليه فترة متغير معايا أنا بالذات يا فريال ده بيخبي مراته مني تخيلي!
نطقت لتخفف من أثار ما فعله شقيقها على نفس زوجها
يا حبيبي إنت اللي بقيت حساس قوي اللي إنت بتقوله ده بعيد كل البعد عن شخصية فؤاد واسترسلت بتبرير مستندة للماضي
ما احنا كنا عايشين معاه أيام ما كان متجوز الزفتة نجلا وعمره ما اعترض على وجودك ولا إتصرف بأي طريقة تحسسك إنه متضايق منك
نطق مفسرا ما استطاع قرائته من عينين شقيقها
أيام زمان شئ والوقت شئ تاني يا فريال أخوك بيحب إيثار وپجنون كمان
تنهدت ولم تجد بداخلها شيئا مناسبا للرد ففضلت الصمت والوقوف بجواره دون حديث
بنفس التوقيت داخل منزل محمد شقيق إجلال اجتمعت العائلة بناءا على طلب منها بعدما تقدم المحامي بأوراق هارون طلبا لإنضمامه في السباق الإنتخابي عصر اليوم الأخير و أن يغلق باب الترشح بساعة واحدة ليتحدث شقيقها الاصغر عبدالله
خير يا ستهم جمعتي الكل ليه
تراجعت بظهرها للخلف لتنطق بقوة وثبات وهي تنظر لهارون الجالس أمامها
هارون قدم في الإنتخابات النهاردة وأنا اللي خليت المحامي قدم له الورق
ضيق محمد عينيه ليسألها بعدم استيعاب
إنتخابات إيه!
نطقت بقوة
إنتخابات مجلس الشعب يا حاج محمد
طب ونصر!نطقها أحد الحضور لتهتف من بين أسنانها بغل
الخاېن الواطي طلع متجوز عليا بت صغيرة ومعيشها في مصر
اتسعت أعين الجميع ليهتف عمها بقوة زلزلت أركان الحجرة
الواطي الجبان قليل الأصل إزاي يتجرأ ويتجوز على بنت الحاج ناصف
هب شقيقها واقفا لينطق پغضب عارم لو خرج لأحرق الأخضر واليابس بطريقه
ده أنا هروح أعلقه على أعلى شجرة على كوبري البلد وأخليه فرجه للي رايح واللي جاي على الطريق
نطقت بنبرة حادة كي تحثه على التراجع والهدوء
إهدي يا حاج عبدالله واقعد خلينا نتكلم بالعقل ده مهما كان بردوا أبو عيالي وإهانته هتهينهم هما كمان أنا هدمره بس بطريقتي
واسترسلت بقوة اكتسبتها من المكانة التي وهبها لها والدها وفرضها جبرا على الجميع
النهاردة الحاج هارون إترشح من بكرة الصبح عاوزة صوره تملى شوارع كل بلاد المركز علشان نصر يشوفها ويتفاجئ ويتقهر
واسترسلت أمرة بطريقة جعلت من شقيقها الأكبر يغضب من داخله
عاوزين نعمل له دعاية محصلتش وكل واحد فيكم يروح لنسايبه ومعارفه من البلاد التانية ويوصيهم
نطق عمها بقوة
أصلا أي حد هيعرف إن حد من عيلتنا نازل الإنتخابات هيدي له صوته وهو مغمض إحنا كنا عاملين لك إنت بس حساب ومحدش من عندنا بيترشح قصاده بس طالما بدأ بالخېانة وعض الإيد اللي إتمدت له يبقى حلال فيه اللي هيشوفه على إيديك
نطقت پغضب عارم وحقد ظهر من بين نظراتها
أنا مش هكتفي بخسارته في الإنتخابات يا عمي أنا عوزاه يرجع شحات زي ما خدته عوزاكم تنبهوا على كل تجار الأثار محدش يتعامل معاه تاني
وإنت يا حاج محمد عوزاك تسحب كل الرجالة اللي بتساعده في الحفر عوزاكم تشلوا حركته وتقطعوا عنه حتى النفس علشان ما يبقالوش ملجئ غيري
واستطردت متوعدة بسخط
وساعتها هعرفه هو لعب مع مين
هتف محمد متوعدا بشړ
أنا هدمرهولك يا ستهم وما أبقاش إبن الحاج ناصف إن ما خليته ېصرخ ويولول زي النسوان
نظرت للجميع بقوة وتابعوا التخطيط على ټدمير نصر
بعد منتصف الليل
كان كلا منهما ممددا على التخت ذاته لكن تفصل بينهما مسافات وأميال كانت تعطيه ظهرها ممددة على جانبها الأيسر تضع كفها تحت رأسها بقلب حزين وعينين منتفختين من شدة بكائها الذي استمر كثيرا نظر عليها وتنهد بضيق مازال غاضبا منها حتى الأن على إيثارتها لجنون غيرته العمياء وعدم مراعاتها لتلك النقطة زفر بقوة لعدم قدرته على حسم قرارا بالإقتراب منها وترضيتها قلبه يتلهف شوقا وخوفا عليها ويطالبه بقوة ضمھا ومحو الحزن عن عينيها لأجل سلامتها ولأجل الحفاظ على جنينه الغالي لكن عقله رافضا ويؤنبه بل ويحذره من الرضوخ لطلب هذا القلب الضعيف يطالبه بالقوة والثبات على موقفه كي تأخذ حذرها بالمست وتعلم أنه لم ولن يغفر الخطأ بسهولة وتعيد بتفكيرها ألاف المرات الإقبال على أي خطوة
زفر بقوة للمرة الثانية وحين وجد قلبه يلين ويحاول إضعافه إنتفض واقفا ليذهب إلى الحمام ويختفي خلف بابه خلع عنه قطعة الملابس السفلية التي يغفو بها دائما وألقاها أرضا من شدة ڠضبها وتحرك تحت صنبور المياه وفتحه لينهمر منه الماء البارد على جسده عله يطفئ من روحه وجسده المشتعلان بلهيب الغيرة أعاد شعره للأسفل ثم استند بكفيه على الحائط الرخامي وأغمض عينيه وبدأ يتنفس تحت الماء المنهمر كي يخرج شحنة الڠضب الكامنة بداخله ظل على هذا الوضع أكثر من خمسة عشر دقيقة ليخرج بعدها مجففا جسده خرج ليجدها مازالت على وضعها تحرك صوب خزانة ثيابه وأخرج قطعة ملابس وارتداها لينضم مجددا إليها بالتخت نظر عليها ليبتلع لعابه ثم استدار ليعطيها ظهره عله يستطيع النوم إذا ما رأها أمامه ولكن كيف يتحاشى وجودها ورائحة عطرها تتغلغل بأنفاسه وټقتحم رئتيه حالها لم يختلف بالكثير عنه غاضبة نعم وللغاية لكن حنينها يسحبها إليه تريد الإرتماء داخل أحضانه كي يشعرها بالامان فمنذ ليلة زواجها الفعلي منه وهي لتشعر بالسکينة والأمان لكنها الان تحاول أن تجاهد شعورها بالحنين إليه لم تستطع الثبات فاستدارت لذاك الذي يواليها
متابعة القراءة