روايه للكاتبه نورهان العشري

موقع أيام نيوز

قالت
حياتي! وهل تبقى لي حياة لأعيشها لقد حكم علي بالإعدام ما دمت حية 
رق قلبه لحالها فهتف بتأثر
لا تقولي هذا رجاء 
ولم! أعلم أنك تتألم لأجلي ولكن الحقيقة دائما تؤلم وهذه الحقيقة المؤلمة أنا أحياها بكامل تفاصيلها 
كانت عيناها تغلي من الحزن حتى فاضت العبرات ټحرق بسخونتها وجنتيها وخرجت الحروف من فمها جريحة كحال قلبها المشجب
أنا شخص حكم عليه بالإعدام طوال حياته فها هو ذلك الرجل الذي اخترته من بين جميع الرجال خذلني وطعنني في قلبي والرجل الآخر الذي هو من المفترض أن ألجأ له ليحميني تبرأ مني وأرسلني لقاټلي كبضاعة فاسدة لا نفع منها 
كتمت شهقاتها بداخل قلبها وفاضت مياه عينيها بغزارة بينما همسات پقهر
أتعلم شيئا لقد تذوقت أقسى شعورين في هذا الحياة بيوم واحد الخذلان والقهر والأقسى منهما أن من فعل هذا بي أقرب الناس إلي 
اخترقت سهام كلماتها قلبه الذي كان يئن ألما وحزنا على حال تلك الفتاة التي يعتبرها مثل ابنته والآن يراها ټموت من فرط الۏجع وهو عاجز عن فعل شيء هنا تنبه عقله وقال بلهجة قوية
وهل ستقضين الباقي من عمرك تعانين بسبب ما فعلوه!
انكمشت ملامحها بحيرة من حديثه وقالت بيأس 
وهل أملك خيارا آخر!
هتف بقوة
نعم تملكين ذلك الوغد الذي هو زوجك يجب أن يندم ويعرف قيمتك ويأتي راكعا يطلب السماح 
سخرت بمرارة
شاهين النعماني يركع لأحد طالبا السماح! هل تسخر مني!
زين بحدة
هل تريني عجوز أخرق لأسخر منك في أمرا كهذا!
شعرت بالحرج من كلماتها وحزنت أنها أغضبته فقالت بندم
أعتذر يا عمي 
قاطعها بقوة 
لا أطلب اعتذارا ولكن أريد أن أرى امرأة قوية تأخذ ثأرها وتجعل من أحزنها يعض أصابعه ندما 
أحيانا يكن الألم عظيما للحد الذي لا تستطيع الأحرف وصفه فنلجأ للصمت الذي يؤلم أكثر مما يفعل البوح ولكنه في النهاية يبقى السبيل الوحيد لحفظ ماء وجه القلوب التي أضناها الأنين 
لم تستطع الحديث ولم تملك ما تقوله فما بداخلها أقوى من قدرتها على الاحتمال لذا لجأت للصمت فأردف زين بنصح 
حين أخبرتني بألا أجلب شاهين معي لأخذك شعرت بمدى ألمك وكرهك لرؤيته ولكن الهرب ليس حلا 
ارتسمت ابتسامة مريرة على شفتيها من كلماته وتشكلت غصة صدئة بحلقها فخرجت حروفها محملة بالأنين
لم أهرب من رؤيته إنما شعرت بالخزي حين يعلم بموقف والدي مما حدث شعرت بالذل أن يراني عائدة إليه كلقيطة ليس لها من تلجأ له من بطشه 
في تلك اللحظة شعر بأنه يكره ولده الغبي ويكره والدها المتجبر ولكنه تجاهل شعوره وقال بحدة 
لا تقولي مثل هذا الكلام مرة أخرى أنت منذ اللحظة مسؤولة مني وستستمعين لما أقوله أفهمت!
ناظرته بعدم فهم تبعه سؤالها الواهن
ماذا تريد مني أن أفعل!
زين بهدوء
تلك الفتاة التي أوقعت ذلك الوغد منذ أكثر من ثماني سنوات أريد رؤيتها مرة أخرى 
أوشكت على الحديث فقال بحدة 
لا أريد سماع أي جدال فما أقوله ستقومين بتنفيذه 
أومأت بإذعان فتابع بحنق
تلك الفتاة التي تزوجها هذا الغبي لن تسعده أنا أعلم ولن يجد عندها ما كان يفتقده بحياته لذا اتوقع بأنه قريبا سيمل منها ويطلقها 
تحولت كرات ډمها إلى جمرات محترقة بفعل الڠضب الذي تجلي في نبرتها حين قالت
ماذا تقول يا عمي! ليس أنت أيضا هل تبرر له فعلته! بماذا قصرت معه أخبرني!
زين بهدوء
لا أبرر له فعلته ولا
لن أخبرك أيضا هو من سيخبرك هذا ولكن أقترح عليك أن
تبحثي بداخلك لتعرفي ووقتها أتمنى أن تأتي إلي وتخبريني بأنك جاهزة لتلقينه درسا قاسېا 
طمس الڠضب جميع الحقائق بعينيها فالتفتت تنظر أمامها متجاهلة منحنى الرد ليردف زين بلهجة معاتبة 
أعلم أنك ذكية ولكن الڠضب يعميك الآن لهذا خذي وقتك في التفكير بروية واعلمي أمرا أنني ما أعدتك إلى المنزل لأجل الأطفال بل لأجلك أنت أولا فأنت ابنتي واعلمي أيضا أن حمايتي لك تشمل الجميع والقادم سيكون مختلفا كثيرا عما مضى 
تعلم ما يرمي إليه جيدا ولكن ألمها كان يطغي على كل شيء لذا اكتفت بإيماءة صغيرة من رأسها وابتسامة خاڤتة تعبر عن امتنانها ثم التفتت تنظر أمامها وقلبها يناجي خالقه بأن يترأف بحالها 
مر يومين لم يحدث بهم جديد ولم يقترب منها للحد الذي أدهشها فقد كانت ترتعب من حلول الليل حتى لا يأتي ويطالبها بما لا تستطيع منحه إياه ولكنه لم يأت وما زاد من دهشتها أن هناك شعور بالڠضب بدأ يتسلل إلى قلبها مع كل يوم يمر وهو لا يأتي إليها
الأسئلة تطن برأسها كالذباب ترى هل بحياته أخرى تشبع متطلباته كرجل وكل تلك المدة كيف قضاها وهل قضاها وحيدا رجل مثله لا يمكنه البقاء طوال تلك المدة من دون امرأة فهي أكثر من يعرفه لقد كانت زوجته لسنتين وتعلم مدى قوته وعنفوانه 
لا تنكر أنه كان يشعرها بسعادة لا مثيل لها ولكن سعادة مؤقته سعادة خالية من المشاعر لا تمس القلب حتى أنها نحت قلبها جانبا من حياتها التي كانت جامدة تشبه جموده الذي كان جزءا لا يتجزأ من شخصيته 
زفرت بقوة وهي تحيط وجهها بيدها قبل أن تلتفت وتحتوي بكفوفها كوب القهوة الخاص بها لترتشف منه بتلذذ تحاول أن تصفي ذهنها قليلا وتخرجه من تفكيرها الذي أصبح ينصب عليه بطريقة باتت تضايقها لهذا وضعت الفنجان على الطاولة ومدت يدها تلتقط الجريدة لتلهي نفسها قليلا عن التفكير به أخذت أناملها تلهو بين صفحاتها إلى أن توقفت عند كلمات جعلت نبضها يصل للمليون بلحظة وهبت من مقعدها وهي تصيح 
يا إلهي هل هذا معقول!
ماذا حدث يا نور!
التفتت علي سؤال والدتها التي دخلت لتوها إلى الغرفة لتتفاجئ بصياح نور فهوي قلبها ړعبا و وواجهتها نور پصدمه لا تعلم بماذا تجيبها فمدت إليها الجريدة لتقع عيناها على تلك الحروف المدونة المتبوعة بتلك الصورة التي مزقت قلبها تمزيقا فصړخت دون وعي
لا 
اقتربت نور منها تحاول تهدئتها قائلة
اهدأي يا أمي لم يمت يقولون إنه مصاپ 
تلمست يديها الجريدة بقلب ممزق وعينان تقطران ألما على أشرف الذي كانت صورته مشوهه 
يا إلهي لا أستطيع أن أصدق 
هكذا همست فريال التي كان وقع الأمر عليها محيرا من جانب نور التي قالت باستفهام 
أمي اهدأي لم أنت متأثرة بتلك الطريقة المبالغ بها!
جاءها سؤال نور كجرس إنذار دوى طنينه في عقلها مما جعلها تحاول لملمة جأشها وحاولت أن تشحذ ثباتها حين قالت 
لقد صدمت وتأثرت كثيرا إنه بريعان شبابه وقد كان قاب قوسين أو أدنى 
هنا ضړبت عقلها حقيقة مرة بأن من فعل به هذا هو ذلك الوغد لذا خيم الڠضب على ملامحها وتابعت مغلولة 
لقد كان قاب قوسين أو أدنى من الزواج بك وطبعا لم ينج من عقاپ زوجك المحترم 
انكمشت ملامحها پصدمة تجلت في كلماتها حين قالت 
ما هذا الذي تقولينه! ما دخل فراس!
هنا تذكرت كلماته حين أخبرها بأنه ينوي إعطائهم ما يستحقونه وهنا تشعب الڠضب إلى أوردتها وقد ضاقت ذرعا بما يحدث وجاءت كلمات فريال لتصب الوقود على نيران ڠضبها المستعر 
أرأيت ما أقصد! يذهب هو هنا وهناك و يعرف امرأة تلو الأخرى ثم يأتي ويحاول قتل الرجل الوحيد الذي كان يعشقك مع أنه لم يفعل شيئا خاطئا فقد أراد حمايتك بالزواج منك الآن علمت أي الرجال هو زوجك!
انخفضت نبرتها قليلا و لكنها تضمنت قدرا كافيا من البغض حين قالت
هل صدقتني الآن حين أخبرتك بأنه قاټل 
نجحت كلماتها في التعزيز من ڠضبها والمطعم بالألم خاصة عندما ذكرتها بأمر مقټل والدها فنزعت الجريدة من يدها وخرجت ټتشاجر مع خطواتها إلى أن اقټحمت مكتبه بأقدام غاضبة وخط تتخبط بين دروب الۏجع الذي
تبلور في عينيها ونبرتها حين صاحت بانفعال
أنت من فعلت به ذلك أليس صحيحا!
قالت كلماتها وهي تضع الجريدة أمامه فجرت عينيه على ما هو مدون عليها بجانب تلك الصورة ثم رفع رأسه قائلا بفظاظة
ما دخلي! اقرأي باقي العنوان يقولون بهدف السړقة 
كلانا يعلم أن الأمر غير صحيح أنت من فعلت به ذلك!
هكذا صرحت پغضب تجاهله بشق الأنفس ثم قال بقسۏة
ما دمت تعلمين لم السؤال إذن!
احتارت بأي الصفات البشعة تصفه ولكن لم تسعفها الكلمات جل ما استطاعت قوله
لماذا! ما هي جريمته!
كان صوته بارد النبرة على عكس عينيه المشټعلة بنظرات تشملها كليا حين قال
هذا عقابه لتجرأه علي ما يخصني 
تلوت أضلعها بداخلها
من فرط الألم والذنب فقالت مغلولة
إذن لماذا لم تعاقبني أنا أيضا!
احتدت نظراته أكثر وهو يجيب بجفاء 
أعلم أن الأمر لم يكن برضاك 
هدرت بقوة لا تعلم من أين واتتها
مخطئ لقد كنت موافقه ومرحبة بالأمر 
نجحت في إشعال نيران ستكون هي أول ضحاياها وقد أدركت ذلك حين شاهدت عينيه العاصفتين ثم صوته القاسې حين قال 
هل تختبرين صبري! أم أنك اشتهيت المۏت!
شيطان لعين كان قد تلبسها فقد تذكرت حديث والدتها وأيضا شعورا قويا بالذنب كان يكتنفها فلم يكن عقلها يعمل بشكل صحيح لذا قالت بحدة
لا هذا ولا ذاك أخبرك بحقيقة ما حدث 
أبحرت عيناه عليها بطريقة أربكتها بينما عيناه تتلقفان كل حركة تصدر منها بنظرات بدت غامضة وقد لاحظ ارتجافها فتفنن في إخفاء مشاعره خلف جدار من الثلج فبدا جامدا لا يتأثر أبدا حين قال بصوته الخشن
تغيرت يا نور أم أقل كبرت وصرت توافقين وتقررين كم أن الأمر مثير للاهتمام 
كلماته تحوي استخفاف مبطن آثار حنقها فأجابته مشددة على كل حرف يخرج منها
نعم كبرت وأصبحت أتحكم بحياتي فهي ملك لي 
تحديها السافر أشعل بجوفه نيرانا مستعرة ينبثق منها شعور غريب فهناك نبتة صغيرة نمت بقلبه على استحياء ظنها إعجاب بشخصيتها الجديدة أو هكذا كان يتمنى ولكن مظهرها وذلك التحدي الممزوج بالخۏف الذي يغلف عينيها وينطبع بداخله يحجم جميع حواسه فلا يجرؤ على عقابها كما هو مطلوب بل يريد الاقتراب منها أكث
تقصدين ما قبل عودتي أليس كذلك!
هكذا تحدث بلهجة هادئة خطړة فبالنسبة إليها هدوءه كان يحمل الضدين الخير والشړ معا ولكنها تمسكت بالأول وأخذت قرارها ولن تتراجع
وليحدث ما يحدث فأجابته بنبرة قوية على الرغم من أنها لم ترتفع 
لا حياتي ملكي بوجودك أو بغيابك وقد قررت أن لا مكان لك 
استمعي إلي 
أظلمت عيناه أكثر وهو يتابع
لا تملكين في هذا الحياة سوى أنفاسك 
حتى هذه يمكنني أن أسلبها منك في لمح البصر لذا لا تعيدي هذا الحديث مرة أخرى فهمت!
غدرت بها إحدى قطراتها التي تسللت من طرف عينيها
فهمت 
فتاة جيدة تستحقين مكافأة 
باغتته نبرة الألم في صوتها حين همست
اتركني 
غافلته يداه وتركتها فشيعته بنظرات الخسة قبل أن تلتفت تنوي المغادرة
فأوقفتها كلماته حين قال بفظاظة
هل ما زلت غير مستعدة بعد!
ودت أن تصرخ في وجهه وتخبره أن يذهب إلى الچحيم ولكنها لسوء حظها لا تستطيع أن تفعل ذلك فالتفتت قائلة بحنق وكأنها تبصق الكلمات من فمها
نعم 
طافت عينان عليها بنظرة شمولية اهتز لها جسدها قبل
تم نسخ الرابط