روايه للكاتبه نورهان العشري

موقع أيام نيوز

قالت
لم أسمع جيدا ماذا قلت!
شعر بحاجتها إليه التي كنقطة في بحر احتياجه لها فقال بهمس محترق
ألم أقل أنك مفترس!
باغتها حين قال بلهجة خشنة مستعرة بلهيب الصبوة
وذلك المفترس يريد رؤيتك الآن 
لم تكد تجيبه حتى فوجئت بسيارته التي دخلت من بوابة القصر فقالت بلهفة
هل أتيت!
لا بل سيارتي هي من أتت لتجلبك إلي فاليوم سأتأخر وهناك بعض الأوراق الهامة التي أريدك أن تجلبيها إلي 
ما إن أنهى جملته الأخيرة حتى تولد شعورا بالقلق داخلها أدى إلى ارتجاف صوتها حين قالت 
أي أوراق!
فراس بعجالة
هل تذكرين الملف الذي أعطاني إياه شاهين ذلك اليوم الخاص بشحنة الأسلحة!
هوى قلبها بين ضلوعها وتلاحقت الأنفاس بصدرها وهي تجيبه
نعم أذكره 
أحتاج إلى هذا الملف الآن ولا أثق بشخص آخر غيرك حتى يجلبه لي هل تستطيعين ذلك!
لم تعد أقدامها قادرة على حملها فهوت على الأريكة خلفها فها هو القدر يضعها وجها لوجه أمام مطرقة الاختيار بل ويجبرها على المواجهة التي كانت تحاول بكل الطرق الهروب منها 
نور هل تسمعينني!
هكذا صاح فراس بنبرة مرتفعة فأجابته بارتباك
نعم أنا اسمعك أجل أستطيع 
فراس بعجالة
حسنا في غرفة الملابس تحديدا في الرف الثالث ستجدين مفتاح الخزانة اجلبيه وقومي بفتحها وجلب الملف ثم اغلقيها جيدا وأعيدي المفتاح إلى مكانه وسيأتي بك السائق إلي 
اكتفت بقول كلمة واحدة
حسنا 
أغلقت الهاتف وهي تغمض عينيها پألم شعرت به يغزو سائر جسدها فقد وصلت إلى نقطة اللا رجوع وعليها الاختيار الآن على أي الجانبين عليها أن تقف 
تشعر وكأنها مکبلة من عنقها بأصفاد قويه تجذبها تجاه حق والدها و الأخذ بثأره علما بأنه هناك شيء داخلها يخبرها بأن الأمر ليس كما تصفه والدتها وأصفاد أخرى منبعها قلبها الذي يتعلق بعشقه ولا يريد التفريط به بل ويتمسك به بكل ما أوتي من قوة ولا ينفك أن يردد على مسامعها بأن فراس ليس ذلك الشخص السيئ كما تحاول والدتها أن تصفه وكلما أحكم أحد الطرفين على موقفه تشعر بأنها تختنق حتى كادت أن تصرخ بملء صوتها قائلة
كفى فلم يعد بمقدورها التحمل أكثر 
توجهت إلى حيث أخبرها عن مكان المفتاح ووجدته في مكانه فأخذته والتقطت حقيبة يدها لتتوجه إلى الأسفل وهي تحاول أن تصم أذنيها إلى الاستماع لأي من تلك الأصوات التي تزأر بداخلها ونفذت ما أمرها به وحين أمسكت بالملف توقفت للحظات تنظر إليه وإلى الهاتف في يدها الأخرى تنازع رغبة تحثها على نسخه وأخرى تنهاها عن ذلك وتذكرها بأنه يثق بها للحد الذي يجعله يضع ملفا بهذه الخطۏرة بين يديها بينما أخذت كلماته تنخر بقلبها وهو يقول
لا أثق بشخص آخر غيرك حتى يجلبه لي 
حسمت أمرها وقامت بمسح عبراتها التي كانت تتدحرج على خديها حتى سقطت
على الملف في يدها وتوجهت
إلى حيث ينتظرها السائق واستقلت السيارة تحاول أن لا تفكر فيما فعلته وماهي عواقبه بعد نصف ساعة كانت تترجل من السيارة أمام الشركة لتشق طريقها بين الموظفين قاصدة الطابق التاسع حيث مكتبه الذي ما إن وصلته حتى سحبت نفسا قويا بداخلها عله يهدئ من توترها قليلا قبل أن تقوم بطرق الباب ليأتيها صوته يأمرها بالدخول وما إن أطلت برأسها من الباب حتى وجدته يترك كل شيء 
أي سحر تمتلكين بين ضفتي التوت خاصتك !
أخفضت رأسها خجلا فقام برفعها وهو يقول بصوت أجش
لا تخفضي عينيك عني فلو تعلمين إلى أي درجة أشتاقهم 
همست بخفوت
أخبرني إذن 
ألا تشعرين!
تحدث وهو يناظرها بعينين تتوهجان بنيران العشق الذي لم يفصح اللسان عنه بل تشاركت القلوب به سرا ولكنها ولأول مرة بحياتها كانت جشعة نهمة لكل شيء منه لذا قالت تحثه على الحديث أكثر
لقد كنا معا في الصباح أي منذ خمس ساعات هل اشتقت إليهما بتلك السرعة!
يعلم إلى أين تريد الوصول ولكن كان هناك الكثير مما يعوقه إضافة إلى أنه كان حديثا في صف العاشقين فلم يكن يعلم كيف يصيغ كلماته لذا قال بخشونة
سأترك الأمر لإحساسك أن يخبرك 
اغتاظت من إجابته فقالت بنبرة يشوبها الحدة
ولم لا تخبرني أنت!
لست ممن يجيدون صياغة الكلمات 
هكذا أجابها بسلاسة ليزداد إصرارها وهي تقول
لا يهم فلا أريد كلمات منمقة أو عبارات مزخرفة أريد معرفة كيف تراني عينيك حتى أنني سأكتفي بتشبيه يماثل ما تشعر به هنا 
تشبهين الأمان لبلدة يحيط بها القصف من جميع الاتجاهات 
لم يترك للخوف مكانا بقلبها فقد احتل عشقه كل شيء حتى عقلها خلع عباءة الحذر معه وانصاع خلف وهج الحب الذي احتدم بقلبها ما أن سمعت كلماته التي كانت اعترافا رائعا بالحب لم تتوقعه أبدا لذا اندفعت تحتويه بكل ما أوتيت من شغف احتوتها ذراعيه في لقاء اكتملت به أرواحهما وتوحدت نبضاتهما بعزف سيمفونية العشق الأبدي الذي لا يقدر عليه سلطان 
أخرجهما من لجة مشاعرهما ذلك الرنين المستمر للهاتف فأطلق فراس لعناته وهو يتركها على مضض ليتوجه إلى مكتبه مجيبا بينما كانت هي ما زلت تعاني انخفاض في ضغط القلب الذي لم يستطع تحمل كل تلك المشاعر التي يبثها إياها فبقيت بمكانها لدقائق ريثما ينهي مكالمته ثم توجهت بخطوات هلامية تضع الملف المنشود أمامه فالتف يناظرها بعينين أظلمتا لثوان قبل أن يعيد انتباهه إلى مكالمته التي ما إن انتهت حتى باغتته كلماتها حين قالت بعتب
لم تفعل هذه الأشياء السيئة!
قابل استفهامها بآخر حذر
أي الأشياء السيئة
تقصدين!
أجابته نظراتها حين تفرقت بينه وبين الملف الملقي أمامه على المكتب فأخذ الأمر منه ثوان قبل أن يجيبها باقتضاب
ليست كل الأشياء كما تبدو في الظاهر 
لم تكن تنتظر منه إجابة قد تشفي ظمأ فضولها الذي قمعته بداخلها خوفا من معرفة حقائق قد تعيدها إلى غياهب الألم مرة أخرى لذا قامت بفتح حقيبتها وإخراج تصميم الفندق الذي كلفها به ووضعت التصميم أمام عينيه اللتين كانتا تراقبان معالمها بترقب وسرعان ما تبدلت نظراته إلى الدهشة حين وقعت على تصميمها الرائع والذي كان عبارة عن فندق على شكل صدفة بها لؤلؤة كان بها بنيان الفندق فقد بدا التصميم رائع ولكنه اكتفى بأن يقول باختصار
تصميم جيد ومختلف 
انكمشت ملامحها بحنق من كلماته البسيطة والتي كانت لا تفي تصميمها حقه فهدرت حانقة
هل هذا كل ما استطعت قوله!
فطن إلى حنقها مما جعل بسمة هادئة تلون ثغره فقال باستمتاع
أرى أنك مؤخرا تخليتي عن طبيعتك القنوعة 
عاندته ساخرة
أنت الذي ما زلت تتمسك بطبيعتك البخيلة 
تعجبه شخصيتها الجديدة التي تشاكسه ولا تنفك عن مواجهته ومبارزته فقد كان يريد إخراجها من ثوب الضعف الذي كان يتلبسها 
توالت المكالمات حوله وانغمس في ممارسة أعماله وهي جالسه بصمت ضاقت ذرعا به فوثبت قائمة تلملم حاجياتها وهي تنتظر أن ينهي مكالمته حتى تخبره بعزمها على المغادرة 
هل مللت!
تأثرت بقربه حتى خرجت لهجتها مبحوحة
أنت وهو بمثابة مكافأة من القدر لي 
لم تستطع منع نفسها من الالتفات تناظره بتوسل يناقض حدة لهجتها حين قالت
إذن حافظ على نفسك لأجلنا 
أخبريني ما الذي يؤرق تفكيرك هكذا!
ألا تخاف من ممارسة تلك الأعمال! أنت تخالف القوانين ودولتنا لا تتهاون في مثل تلك الأمور 
بعثرة كلماتها كانت مرآة لهلعها الذي تحول لدهشة حين قال بفظاظة
قانون الدولة لا يشملني 
لم تكد تجيبه حتى جاء الطرق على الباب وقد كانت مديرة مكتبه تخبره عن موعد الاجتماع بعد عشر دقائق مما جعلها تقول بجفاء
سأغادر الآن نلتقي مساء في المنزل 
أومأ بصمت فغادرت تفر من أمامه ومن وطأة ۏجع قاټل لا ينفك أن يعود إليها مرة أخرى مهما حاولت لفظه بعيدا عنها استقلت السيارة تنوي الذهاب إلى أي مكان عدا القصر فهي لا تريد رؤيه أحد وهي في تلك الحالة فأمرت السائق أن يتوجه إلى المقاپر وها هي تجلس أمام قبر أبيها تذرف أطنان الۏجع
الكامن بصدرها على هيئة عبرات لا تنضب ولا تنقص من ۏجعها شيء 
أعلم أنك لو كنت موجود لما كنت أجرؤ على التفوه بحرف مما يدور بداخلي ولكن أنت غير موجود وأنا أكاد أموت ألما ولا أجد أحدا بهذا العالم أستطيع إخباره بۏجعي 
هكذا تحدثت پقهر موطنه قلبها الذي تآزر به الۏجع واستبد به الذنب فأخذت تنوح باكيه حتى اخترق صوت نحيبها هدوء وسکينة المكان من حولها
أرجوك أن تسامحني يا أبي لم أستطع فعلها أنا
لسه بخائڼة لا أجيد الغدر ولم أستطع أن أضربه بظهره 
تعالت شهقاتها وهي تسترسل في ذرف ۏجعها
كما أنني أشك كثيرا بحديث والدتي والذي يتناقض أيضا مع حديث عمي زين وشعوري بأن يديه ليست ملطخة بدمائك 
أخفضت رأسها بتعب قبل أن تضيف بحړقة
لا دخل لعشقي له بما أخبرك به أقسم 
أخيرا اعترفت بمشاعرها نحوه وهي تتابع نحيبها وتتعالى شهقاتها التي كانت تشق جوفها من فرط قسۏتها وأردفت بصدق
ولكن أعدك إن كان لي ثأر معه فسآخذه عيانا سأنظر إلى داخل عينيه وأخبره بأنني سأقتص منه لأجلك لن أتوارى خلف خدع واهية وحيل قڈرة 
صمتت لثوان قبل أن تقول بخفوت
لا يليق بي هذا هكذا فقط يمكنني أن أرقد بسلام 
دلفت إلى القصر بعد يوم طويل من العمل الذي كان يخفف كثيرا من وطأة ما تحمله من أثقال وأيضا شعورها بأن لديها حياة خاصة خارج هذا السچن كان رائعا 
أخيرا عادت السيدة ماري كوري من العمل 
هكذا استوقفتها كلمات زينات الساخرة وهي على وشك صعود الدرج لتتوقف بمكانها تحاول قمع ڠضبها بشتى الطرق لتحاول زينات استفزازها أكثر حين قالت بتهكم
هل أصبحنا أقل من مستواك فلا تنظري إلينا يا سيدة هدى!
التفتت هدى قائلة بجفاء
ليس أنت بل حديثك الساخر الذي لا يليق بامرأة في عمرك 
زينات بقسۏة
لقد طال لسانك كثيرا ولن أكون زينات النعماني إن لم أقصه
العين بالعين والقسۏة بالقسۏة ولينال الظالم ما يستحقه 
وأنا هدى الوالي ولا يستطيع أحد المساس بي فلتضعي هذا في عقلك 
ناظرتها باحتقار شملها كليا وتحدثت بنبرة ضمنتها أقصى درجة من التشفي والبغض
وهل لا أعلم ولكن أود تذكيرك بأن والدك قد ألقى بك أمام عتبة بيتنا وكأنك عبأ أراد التخلص منه 
استقرت كلماتها كسهام مسمۏمة اخترقت چرحا محتدم داخلها فجاءت
كلماتها جريحة
لأنه من سوء حظي أنه يشبهك 
صاحت زينات پغضب 
قليلة الأدب 
استمدت قوتها من عمق چراحها الغائرة فقد حان الأوان لرد الصاع صاعين فقالت بقسۏة
لا لست كذلك بل أنا امرأة صريحه ليس إلا ولتضعي في عقلك بأنه لا يستطيع أي شيء في هذا العالم كسري أو إزلالي 
جاءت ضحكة زينات الساخرة كوقود يعزز رغبتها في الاڼتقام حين قالت بجفاء
أنا امرأة احتملت أن يتزوج عليها زوجها أن يلقي بها والدها على عتبة بابه وأن يناظرها الناس بشفقة ولكن أتعلمين هناك سبب قوي لذلك 
تنبهت زينات لحديثها فتابعت هدى بقسۏة
وهو أبنائي تحملت كل شيء لأجلهم فقط لأجلهم حتى لا يصبحوا مرضى نفسيين كأبنائك 
لم تحتمل زينات تلك الإهانة ورفعت يدها لتصفع هدى فأوقفتها يد
تم نسخ الرابط