روايه للكاتبه نسمه مالك

موقع أيام نيوز


بوق سيارة زوجها معلنه عن وصوله ركضت نحو النافذة تطل منها بلهفة رفرف قلبها بين ضلوعها حين رأته يهبط من السيارة بعدما قام حسان بفتح بابها له..
أنا هروح
أقول للبنات في المطبخ يجهزوا العشا.. عايزه مني حاجة تانية يا سلسبيل يا بنتي.. 
أردفت بها عفاف و هي تسير لخارج الغرفة لتلحق بها سلسبيل راكضة و تعانقها بقوة مغمغمة بامتنان.. مش عارفة أشكرك إزاي يا دادة.. أنا تعبتك معايا أوي انهاردة..

بدلتها عفاف العناق قبل أن تغادر الغرفة غالقة الباب خلفها وقفت سلسبيل بمنتصف الغرفة عينيها مثبته على بابها تنتظر طلته عليها بنفاذ صبر علقت أنفاسها بصدرها حين اخترقت حواسها رائحة عطره النفاذه..
تسارعت نبضات قلبها پجنون و أصبح صدرها يعلو ويهبط بصورة واضحة حين فتح الباب و رأته مقبلا عليها بلهفة و عينيه تشملها بنظرات متفحصه لا تخلو من الإعجاب حتى توقف أمامها مباشرة المسافة بينهما لا تذكر لكنهما لا يتلامسان..
كلا منهما يتأمل الأخر بصمت نظراتهما المشتاقة تحكي الكثير و الكثير من المشاعر المختلطة التي يصعب وصفها بمجرد كلمات ألقى ما يحمله بيده و 
حاوطها بذراعيه و حملها بمنتهي الخفه حتى أصبحت قدميها مبتعدة عن الأرض بمسافة ليست بقليلة رغم أنها ترتدي حذاء ذو كعب عال..

مالك يا عبد الجبار.. في حاجة حصلت!!!.. 
همست بها پخوف ظاهر بنبرة صوتها و قد بدأ جسدها يرتجف قليلا بين يديه..
مسد بكف يده على طول ظهرها يهدأها بحركاته هذه و رفع يده الأخرى يزيح شعرها عن وجهها حتى يتمكن من تأمل ملامحها جيدا و تحدث بتوتر فشل في اخفاءه قائلا.. 
سلسبيل رايد اتحدتت وياك في حاچة مهمة.. 

بس رايدك توعديني لول إنك تفهميني زين..
أوعدك.. أوعدك يا عبد الجبار.. قولي في ايه قبل ما قلبي يقف من الخۏف.. 
همست بها بأنفاس متلاحقة و هي تتشبث بجلبابه بأصابع يدها و كأنها تستمد منها القوة على الثبات..
وضع كفه على موضع قلبها يستشعر خفقاته المتسارعة أسفل راحة يده مغمغما بهدوء عكس ضجيج قلبه.. 
معوزكيش تخافي من حاچة واصل.. و لو على جلبك فهو عال العال و مش محتاچ حتى للمقويات اللي كاتبها لك الدكتور..
عقدت حاجبيها و تطلعت له بنظرات متعجبة لم تفهم مخزي حديثه و قد ظنت أنه يقول حديثه هذا ليخفف عنها عبئ مرضها أو ربما تفهمت لكنها تستبعد هذا الظن و بداخلها تتمنى أن يكون قلبها بخير حال لعلها تتمكن من الإنجاب.. حلمها و ما تسعي لأجله تريد أن تنجب منه طفل و ټموت بعدها لا تمانع أبدا .. 
مقويات!!!..
حرك رأسه لها بالايحاب و بقوة زائفه قال.. 
أنا كان عندي إستعداد أعمل أي حاچة في الدنيا لاچل ما تبجي مراتي يا سلسبيل ..
حتي لو هتقول إني مريضة و مش هقدر أكون لك زوجة عشان تخلي أبلة خضرا تجوزني ليك بنفسها مش كده يا عبد الجبار !!!.. 
أردفت بها و هي تبكي و تضحك بأن واحد بهتت ملامحه و تطلع لها بأعين جاحظة مرددا بتقطع.. 
عرفتي كيف..

مين اللي قالك!!! ..
قلبي.. هكذا جاوبته بمنتهي البساطة و من ثم اجهشت في البكاء مكملة بنحيب.. 
قلبي كان حاسس بسبب لهفتك عليا و استغلالك لكل فرصة
نبقي فيها لوحدنا عشان تقرب مني فيها.. 
تخضبت وجنتيها بحمرة قانية و تابعت بخجل.. 
لحد ما حصل و بقيت مراتك بجد مش على ورق بس وقتها اتأكدت إني كويسة و مش تعبانه زي ما فهمتوني بالذات لما أنت كلمت الدكتور بالاجنبي عشان مفهمش كلامكم..
صمتت لبرهة و نظرت لعينيه التي تستجديها أن تغفر له فعلته هذه رفعت يدها و وضعت أصابعها الباردة على ذقنه الكثيفه و تابعت بثقة.. 
لو كنت تعبانه فعلا كنت هتخاف عليا 
مال بوجهه ولثم باطن يدها بعمق مغمغما.. 
حقك على جلبي و عيني..أني خابر زين إن اللي عملته ده عاملة عفشة و أنانية مني و يمكن طمع كمان لأني مكنتش رايد أخسر خضرا أم بناتي و لا اتسبب في وچعك و وچعها ..
استند بجبهته على جبهتها و تابع بلهجة أكثر خشونة و كأنه يثبت لها مشاعره و ملكيته إياها وحده.. 
عشقان أني عشقتك و العاشق معلهوش لوم يا بت جلبي أوعاك تزعلي مني يا زينة البنتة لو رچع بيا الزمن تاني هعمل المستحيل لاچل ما تبجي مراتي و تحت حمايتي يا سلسبيل..
ختم حديثه 
تشنجت بين يديه و إرتفع صوت نشيجها أكثر جعلت قلبه يسقط أرضا من شدة فزعه و خوفه عليها و تحدثت بتقطع من بين شهقاتها الحادة قائلة.. 
مش زعلانة منك يا عبد الجبار.. أنا مكنتش عايزه حاجة من الدنيا غير أني أكون في حمايتك أنت وبس..
أثلجت قلبه بجملتها هذه تنهد بارتياح و ضمھا لصدره بكل ما قوته.. قربها يطمئن صخب قلبه النابض بعشقها..
العشا جاهز يا عبد الجبار بيه.. 
كان هذا صوت عفاف صدح عبر باب الغرفة المغلق ابتعدت سلسبيل عن زوجها الذي أبي أن يتركها إلا بعدما مسح عبراتها بأنامله و قبل عينيها بعمق.. 
أنا عملتلك الأكل انهارده بأيدي.. 
همست بها قبل أن تنتصب واقفة و تسير تجاه الباب فتحته و تحدثت ببشاشة و هي تجذب العربة الموضوع عليها الطعام للداخل أمام نظرات زوجها المفتون بعشقها.. 
تسلميلي يا دادة عفاف.. و من فضلك خلي كل اللي في البيت يسيبوا اللي في أيديهم و يقعدوا يتعشوا.. أنا عاملة الأكل بزيادة عشان خاطركم..
.......................... صل على محمد....
بمنزل متوسط الحال تجلس سعاد برفقة صفا ابنة زوجها صاحبة العشرون عام شابة جمالها رقيق و لكن ملامحها يبدو عليها الحزن الشديد شاردة بعيدا بذهنها فيما حدث لها تعرضت لصفعه خذلان دامية على يد خطيبها السابق الذي تركها قبل زفافها بأسبوع واحد بسبب اعتراضه على إحدي أهم البنود في قائمة منقولاتها لا يريد كتابة مؤخر صداق لها مما دفع والدها لتمسك بحق وحيدته ليقرر الأخر فض الزيجة بأكملها..
موقف لا تحسد عليه إطلاقا أصابها نوبة اكتئاب يحاول والدها و زوجته التي تعتبرها بمثابة ابنه لها إخراجها من تلك الحالة بشتى الطرق.. 
يابنتي عشان خاطر ربنا كلى لقمة صغيره و أشربي حبة عصير لتقعي من طولك..
صدح رنين هاتفها فشهقت بخفوت و هي تقول.. 
يابنتي ابوكي هيتجنن عليكي و كل شوية يتصل بيا و هو سايق و ماشي على طريق عشان يطمن عليكي ويشوفك كلتي و لا لاء..
ردي عليه و قوليله أني كلت يا ماما سعاد.. 
همست بها صفا ببوادر بكاء و تعب واضح على ملامحها الشاحبة..
بقي عايزاني أكدب على فايز يا صفا!!! على أساس أنك مش عارفه أبوكي اللي بيشم ريحة الكدب من على بعد!!!! ..
ربتت على كتفها و تابعت بحنو.. 
يا ضنايا والله اللي حصل ده خير ليكي.. و بكرة ربنا يعوضك براجل يشيلك جوه قلبه و عينه.. 
بدأت صفا تبكي و تأن بصمت كعادتها لتسرععفاف بضمھا بلهفة مرددة برجاء.. 
كفاية يا قلب أمك والله ما يستاهل دمعة واحدة من عينك..
قطعت حديثها حين شعرت بثقل رأسها على صدرها انقبض قلبها هي تعدل وضعها داخل حضنها لتتفاجئ ببرودة بشرتها و ازداد شحوب وجهها.. 
مالك يا صفا.. 
صړخت بها حين رأتها تنظر لها بأعين زائغة و قد تطورت حالتها للاعياء الشديد و أزرقت شفتيها بلحظة قبل أن تغلق عينيها و تستسلم لدوارها الذي داهمها پعنف..
صفاااااا!!!!... 
صړخة بها سعاد صړخة مدوية شقت بها سكون الليل..
كان جابر يصف سيارته على جانب الطريق و هبط منها واضعا هاتفه على أذنه مغمغما.. 
أنا وصلت يا جدي هجيب أمي و أجيلك عشان نسافر لسلسبيل على طول ..
يا ابني خلينا نروحلها بكرة يكون أبو صفا رجع من شغله أنت عارف انه سواق نقل تقيل و بيسافر لأماكن بعيده و مبيرجعش قبل أصبح و أمك مش هترضي تسيب بنته لوحدها و تيجي معانا..
فتح جابر فمه ليرد عليه إلا أن صوت صراخات والدته وصل لسمعه جعله يهرول مسرعا تجاه الصوت.. 
أفتحي يا أمه أنا جابر.. 
قالها و هو يطرق على الباب بقبضة يده كاد أن يحطمه..
جابر الحقني يا ابني.. صړخت بها سعاد و هي تركض نحو الباب و فتحته على عجل مكملة پبكاء و هي تسحبه معاها للداخل.. 
صفا وقعت مني قاطعه النفس و مش راضيه تفوق خالص..
اقترب جابر من تلك الممددة على الأريكه غائبة عن الوعي و حملها على ذراعيه واضعا يد أسفل ركبتيها و الأخرى خلف ظهرها و سار بها لخارج الشقة دون أن ينظر لوجهها حتى و هو يقول.. 
حصليني يا أم جابر خلينا نوديها المستشفى..
............................... لا إله إلا الله............
عجبك أكلي.. 
قالتها سلسبيل بستحياء و هي تطعمه 
أنتي كلك على بعضك و كل حاچة و أي حاچة
منك بتعچبني يا سلسبيل..
عبست بملامحها و بعتاب قالت.. 
طيب ليه مش عايز تكمل أكلك!..
تنهد عبد الجبار و تحدث بأسف قائلا.. 
مش عايز اتقل في الوكل لاچل ما أفوق و انا سايق..
چهزي حالك هنعاود على مصر دلوجيت عندي شغل مهينفعش يستني للصبح و اطمني أني هسيب حسان اهنه عشان لو أهل والدتك وصلوا في أي وقت يچبهم لحد عندك..
حركت رأسها له بالايجاب و هبت واقفه بصمت و سارت نحو غرفة الملابس لتبدل فستانها بعباءه سوداء و اخفت شعرها داخل حجابها الرقيق و وقفت أمام المرآه تزيل زينة وجهها..
كان عبد الجبار يتحاشي النظر تجاهها يجاهد لتلجيم رغبته بها بكافة السبل فعقله منشغل بأبنتيه و زوجته المتواجده بالمستشفى بمفردهاأما قلبه ېحترق من شدة إشتياق لها كل ذرة به تريدها الآن أكثر من أي وقت مضي و هي أيضا تشتاقه حد الجنون لكنها لن و لم تتفوه بها له أبدا حيائها يمنعها بالاعتراف له أنها تريده و تريد قربه..
أنا جاهزة.. 
نطقت بها و هي تقترب منه ببطء و عينيها تغتلس النظر إليه لا تريد مقابلة عينيه حتى لا يري لهفتها عليه..
سار هو نحو باب الغرفة تابعته هي بخطي هادئة و ما أن رفع يده و أمسك مقبض الباب و هم بفتحه وجد يدها وضعت على يده تمنعه شعرت بشيء آثار الريبة بقلبها خوف مبهم سيطر عليها لا تعلم سببه جعل جسدها يرتجف بقوة رفعت وجهها و من ثم عينيها
حتى تقابلت أعينهما بنظرة تملؤها الحب و الشوق دفعتها للإنهيار داخليا و
 

تم نسخ الرابط