ولما حاول النزول من الشجرة وقع على الأرض وإنكسرت ساقه فحمله الخدم للقصر وأتاه أبوه السلطان بطبيب فجبر ساقه وسقاه دواءا ثم أوصاه أن ينام على ظهره وأن لا يتحرك لمدة شهر.
وصارت أمه تبكي عليه فقال لهاكفي عن البكاء سأكون أحسن حالا لو طلبت من الخادم خشيشبان أن يطبخ لي شوربة بأعشاب الغابة ويأتيني بصحفة !!! مسحت الأم دموعها وقالت له حسنا ثم نادت لخشيشبان وقالت له أترك البط وتعال لطبخ شوربة للأمير فقد بلغني أنك عالم بالنبات عرفت الفتاة أن الأمير قد رآها وحاولت أن تتملص واعتذرت بأنها لا تفهم شيئا في العقاقير لكن الملكة رمقتها بنظرة شديدة فلم تجد الفتاة بدا من الإذعان وجمعت بعض الجذور وطبختها فصعد من القدر رائحة فواحة ثم ملأت صحفة وصعدت بها الدرج وفي كل خطوة كانت ترتعش فماذا لو ڤضح أمرها لدى أبيه السلطان كنات غارقة في أفكارها حين وصلت أمام باب غرفة الأمير ووقفت قليلا لتستجمع شجاعتها ثم دخلت وهي تخفي وجهها وبسرعة وضعت الصحفة على الطاولة وحاولت الخروج لكن الأمير أمسك بيدها وقال لها لا تخافي فأنا أعلم من أنت لقد أحببتك من النظرة الأولى ولست بحاجة إلى ثوب الخشب فأنت تشبهين شجرة بلوط وربما جاءت الطيور وبنت عشا في رأسك .
ضحكت الفتاة بسعادة وأجابته تناول صحفتك وسأحضر لك من الشوربة كل يوم حتى تشفى ساقك ثم إدعى الأمير أن يده أيضا تألمه فلم تجد غسق بدا من أن تطعمه بنفسها وحكت له عن قصتها ولماذا تلبس ذلك الثوب العجيب وتتخفى عن الأنظار فأجابها من اليوم ستعيشين في القصر وسأرسل الصيادين والكلاب للتخلص من الغول نتشان وإحضار حاجيات أمك التي تركتها في الغابة والآن ستقودك الجواري للحمام ويحضرن لك فستانا من الحرير أما أنا فسأنام قليلا وفي المساء نهض الأمير وهو يحس بالنشاط يدب في جسده وقد غابت الأوجاع التي في ساقه فلبس ثيابه وتعطر ثم أخذ يعرج وهو يبحث عن غسق حتى وجدها جالسة مع الجواري وهن يجملنها فلما رآها تعجب لشدة حسنها فأخذ بيدها ونزل الدرج الطويل دون أن يرفع نظره عنها .
ولما وصل لصالة القصر الواسعة حيث تعزف الموسيقى إلتفت الحضور للأميروابتهجوا لتحسن حالته لكن الملكة تساءلت من أين أتت تلك الفتاة الجميلة التي برفقة ولدها و حكى لها الأمير القصة فضحكت وقالت سأزوجك من خشيشبان وهكذا تتوقف عن الطلوع في الأشجار وإستراق النظر للبنات ولما شفيت ساقه عملت له عرسا لم يحصل بزمانه واستدعت أباها ولكنها منعته من إحضار إمرأته ووجد عساكر السلطان الغول نتشان وقتلوه وأتوها بحاجيات أمها التي تركتها في الغابة وعاشت غسق بفرح وحبور أما ثوب الخشب فلقد أخفته وهي تريد أن تروي
قصته العجيبه لأولادها وأحفادها ..
إنتهت